الزمنُ كان ربيع عام ٢٠٠٦ والمكانُ قسم الإنعاش في مستشفى مبارك.. هُناك فتىً أتى بين الحياة والموت بعد أن الزمنُ كان ربيع عام ٢٠٠٦ والمكانُ قسم الإنعاش في مستشفى مبارك.. هُناك فتىً أتى بين الحياة والموت بعد أن اصطدمت به سيارةٌ إذ كانَ يمشي.. عمر ذلك الفتى لم يكن يتجاوز الثانية عشرة أو الثالثة عشرة ربما.. ثم بعد أن دخل غرفة العمليات لإصلاح جراح بطنه تركوا البطن مفتوحا وأتوا به إلى غرفة الإنعاش.. كنت أحد أطباء فريق الإنعاش وكنت حديث التخرج من كلية الطب إذ ذاك. لم أكن أستوعب كليا سبب ترك بطنه مفتوحا.. كانت الحيرة تأخذ مني كل مأخَذٍ حينها وكنت أقولُ في نفسي أنني بعد شهر سأتجه لكندا للبدء بالتخصص الفعلي بالجراحة و حينها سأستوعب كيفية علاج مثل هذه الحالات.
الوَلَدُ هذا نقلوه إلى لندن لإكمال علاجه لكنه كان بين الحياة والموت ولم أكن أدري ما حصل له بعدها.
في كندا عالجت الكثير من حالات البطن المفتوحة بعد الحوادث وكنت في كل مرة أتساءل عن ذلك الفتى المسكين وما جرى له.. أَحَيٌّ هُوَ أم ميت؟! لا أدري ولا أعتقد أنني يوماً سَأدري.
في حالات الحوادث الشديدة حين ندخل غرفة العمليات ونفتح البطن فإننا نكون في صراعٍ مع الزمن لذلك نستخدم مبدأ (السيطرة على الدمار) وليس (إصلاح الدمار).. هناك وقتٌ قد يكون للسيطرة لكن لا وقت للإصلاح.. فكثيرا ما نترك البطن مفتوحا ونغطيه بمناشف وأنابيب تمتص الهواء والرطوبة في البطن ثم نغيرها كل يوم حتى نغلقه في وقت آخر، لكن الإصابة قد تكون شديدة على جدار البطن أحيانا وأحيانا أخرى تمتليء الأنسجة بالسوائل فلا نستطيع إغلاق البطن ويظل المرء ببطن مفتوح حتى تلتئم الأنسجة.. قد يستغرق ذلك أشهرا.. دعنا يا دكتور من تعقيدك هذا. ما تكتب لا ينسجم مع الصورة أعلاه.
الزمان شتاء ٢٠١٣.. المكان بهو فندق الإنتركونتننتال التابع لكليڤلاند كلينيك في كليڤلاند.. اتصل بي أحد المرضى الكويتيين الذين تم علاجهم وأخبرني أن هناك شاب أتى لإجراء عملية وسيزورني في العيادة لكنه أراد رؤيتي في الفندق قبلها.. اتجهت للفندق بدراجتي ليلاً حيث كنت غالبا أزور الخليجيين الذين يتجمعون في بهوه.. سلمت على ذلك الشاب ولم أكد أُتمُّ سلامي عليه حتى لمحت عيني آثار جرحٍ منتصف الرقبة أسفلها حيث تلتقي مع الصدر.
قلت له ولم أكد أكمل سلامي: هل كنت بين الحياةِ والموت؟
قال: نعم.. كيف عرفت؟
قلت له من جرحك هذا فهو يبدو لي وكأنه جرح الأنابيب التي نضعها مباشرة في الرقبة عوضا عن الفم.
وذلك دليل على أنك كنت في الإنعاش لمدة طويلة.
قلت له متوجسا ومترقبا هل كنت مصابا في حادث سيارة عام ٢٠٠٦ وكان بطنك مفتوحا ثم رحلت الى لندن؟!
قال مذهولا.. نعم..؟!
ربما صرخت من الفرحة هاتفا: كنت أنا احد أعضاء فريق الإنعاش وكنت انت تحت التخدير فلم تعرفني.. أنا سعيدٌ جدا أنك لا تزال حيّا! كنت أفكر فيك طوال رحلتي في تخصص الجراحة وانا الآن انتهيت منها حيث سأعود الى الكويت خلال أسبوعين.. كنت انت معي في بدايتها وها أنت تأتي في النهاية.
وكيف عرفتني بعد كل هذه السنين؟ سألني مندهشا حد الإندهاش.
لا أدري.. أحسست بك.. قلت في نفسي (الأشياء التي تزور أفكارنا من دون سبب واضح لا بد أنها تعني شيئا في المستقبل وإن لم تكن تعني الكثير في الماضي)! كانت في عيني نصف دمعةٍ حبستها عنه.
شيء من خارج العالم أن ترى أحدهم وتقول له يا هذا أنت حي.. كنت أحسبتك لست بين الأحياء!
الجراحة تخصص من ما وراء الطبيعة.
عاينته في العيادة وخططت فحوصاته قبل عمليته التي نجحت في كليڤلاند وها هو الآن سعيد جدا في الكويت يزورني في عيادتي.. والصورة التي في الإنستاغرام هي لي معه في عيادتي في الكويت قبل شهر لكنني لا أريد وضع صورته كاملة رغم أنه سمح لي بذلك وهذا للحفاظ على خصوصيته.
الفتى هذا الآن شاب ناجح مهذب محبوبٌ خلوق لكنه لا يحسن اختيار المطاعم الجيدة👌
وهقني باقتراحاته للمطاعم😎
اهم شي انه ما يعرف يختار المطاعم
قصة جميلة دكتور
عندي سوال، هل الجرح الذي يكون في الرقبة لتغذية المريض، تعني ان الشخص كان بين الحياة والموت؟؟
كم هو محظوووظ هذا الشاب…. لمقابلتك …. بارك الله فيك دكتور
((انتا مثلي الاعلى في هالحياه))
قصه رائعه وانت واسلوبك اروع دكتور
اتمنى انا اصبح مثلك دكتور
دكتور انتى مثل الاعلى ان شاء الله اصبح مثلك في المستقبل 🌠
بإذن الله تصبحين افضل🙏
قصه جميله فيها قانون جذب قوي جذب المريض اليك لانك تفكر فيه والسبب قوة الجاذبيه بين الدكتور والمريض
ما اسم العملية التي اجريت للفتى ؟
i fell in love with surgery since i was in 4th year ( 2 years before graduation )
And ironically when i graduated i didn’t get accepted in the program
But still ganna percue the dream and apply next year