ليست نهاية الموت الفناء.. نهاية الموت الحياة.. في الموت حياة.. وكل شَيْءٍ لا بد يموتُ كي يحيا!
هذه الوحدة الكويتية التي تجلت بعد #تفجير_مسجد_الإمام_الصادق ليست وحدة!
الوحدة تحدث عندما يتساوى اثنان في الفعل، وردود فعل بعض السنة في الكويت قد يفوق ما ردود فعل بعض الشيعة في النقاء والصدق والحسرة.
سنة الكويت (أستميح العذر هنا من القرّاء حين أستخدم مصطلح السنة والشيعة).. سنة الكويت ليسوا بحاجة للبراءة من ذلك التفجير أبدا.. بل إن براءتهم منه قد تفوق براءتنا نحن منه.. ذلك أننا الضحية والضحية لا ضغط عليها في مثل تلك الأحداث.. الضغط يحدث حين يرتكب أحدهم جرما بإسمك وأنت منه بريء.. حين تكون أنت الضحية و ضحية انتحال الشخصية وتحسب أنك تحتاج أن تبين لضحية القتل أنك لا علاقة لك بمن قتل.
سنة الكويت هم شيعة الكويت.. هم يتألمون كما نتألم حين يقتل منا أحد.. بل أحسب أن ألَمهُم مضاعف.. لا شيء كالكويت.. لا وطن كالكويت.. لأنها وطنٌ عائلي.. عشت في أوطان عديدة ولم أجد وطنا مثله.. كلنا عائلةٌ واحدة ليس لصغر حجمها فقط، وليس لقلة سكانها مقارنة بجيرانها بل لشيء آخر لا أستطيع وصفه تحديدا لكنني أستطيع ضرب مثال عليه:
.
حين تشاهد أمير البلاد ينزل للحدث بنفسه بعد دقائق منه ورغم عدم زوال الخطر.. حين يفتح باب سيارته لينزل بنفسه من فرط همه.. حين يُبكيهِ خوف الضابط عليه فيقول له مستنكرا (ما معناه):
.
تخاف علي.. ما حدث لعيالي حدث يستحق الموت حزنا من أجله.. فكيف لا أخاطر بالنزول هنا؟!
هذه هي الكويت.. هذا هو الشيء الخاص فيها.
المهم الآن أن ندع العاطفة جانبا و أن نعالج جراح الوطن.. الجرح يحتاج للدواء والغيار والمراقبة والصبر.. الجرح يحتاج لإزالة كل ما قد يعيده.. من أجل الكويت يجب أن نحارب الإرهاب وفكره في قلوبنا أولا.
سنستمر نحن في الذهاب للمساجد وقد نموت فيها وقد نحيا.. قد يتكرر التفجير فينا.. وهذا التفجير لا يقتلنا فقط بل يقتلكم أنتم حزنا كذلك، وقتل الحزن أحيانا أفظع من قتل السيف والرصاص.. استمروا في تلقين الإرهابيين درسا عن الكويت ووحدتها.. ولتعلموا أننا نعلم تمام المعرفة أن الكويتيين كلهم كالجسد الواحد.. أنكم تتألمون كما نتألم بل إنكم تتألمون مرتين.. مرة لألمنا ومرة لألم أنكم لم تكونوا الضحية المباشرة.
أنتم لستم إخواننا.. أنتم أنفُسُنا.. أنتم نحن.. وَنَحْنُ أنتم.