كنت اليوم أشرح لطلبة السنة النهائية في كلية الطب عن أورام الكبد وكيف أننا اكتشفنا في هذا القرن أن الكبد ينمو بعد استئصاله رغم أننا سابقا كنا نعتقد أنه لا ينمو بعد قطعه. فذكرتُ لهم أسطورة پروميثيوس.
پروميثيوس كان أحد الأبطال الإغريقيين الذين حاربوا مع زيوس لاسترداد العرش من كرونوس وبعد ان أبلى بلاءً حسناً وانتصر مع زيوس وجد أن زيوس يكره البشر فلم يعجب ذلك پروميثيوس وأراد حمايتهم فسرق النار وأعطاها لبني البشر وعلمهم الطب والحكمة.. عقابا على ذلك قام زيوس بربطه على قمة جبل وجعل نَسراً يأتي كل صباح ويأكُلُ كبده.. ثم ينمو الكبد في الليل فيأتي النسر صباحا ليأكل كبده مرة أخرى.. وتستمر هذه الحكاية كل يوم! فكان الإغريق أول من أوحى قبل آلاف السنين أن الكبد ينمو بعد قطعه في هذه الأسطورة.
في تحليلي الشخصي أعتقد أن پروميثيوس هو رمزٌ لكل البشر والنار هي رمزٌ للأمانة التي في أعناق بني البشر.
يصحو الإنسان صباحا بكامل طاقته الإيجابية لكنها تنقص شيئا فشيئاً فشَياَّ خلال يومه الذي يبدأ بالعمل المرهق وتأتي الأخبار السلبية تدريجيا لتنقص سعادته.. لكنه في الليل ينتعش خلال نومه وينسى ما أهمه.. ليصحو مرة أخرى وكأنه يحيا من جديدٍ في الصباح.
طاقتنا الإيجابية هي الكبد والنسر هو كدر هذه الدنيا الذي يلتهمنا كل يومٍ فنموت في النوم ونحيا مرة أخرى لنصارع النسر (كدر الدنيا) من جديد.
يعجبني اسلوبك بمزج الاساطير بالواقع ، تخلي القراءه لك ممتعه