نحن نحجُّ كما نموت..

ألا ليتَ الشَّجٓر.. هذا الشَّجَرْ.. يحس ببعضِ ما فينا.. إنه قد لا يتذَكَّرُ ولا ينسى بينما نحن نتذكرُ ولا ننسى! وكيف ننسى المرة الأولى التي زرنا فيها ديار الحبيب محمد أم النظرة الأولى لبيت الله العتيق والملايين تتشابه وهي تطوف حوله؟!

ذلك الشعور الملح أن محمدا كان هنا.. وفي كل شبر من تلك الأرض خطوةٌ خطاها وكلمةٌ منه تردَّدَتْ بيت تلك الديار والجدران.. أنه ظل فيها سنوات طوالاً يُعَذَّبُ ويُطارَدُ ويُقتَلُ أصحابه ومن يحب من دون مقاومة حتى أذن الله له بالهجرة والدفاع عن نفسه.. فلما فتحها توجه نحو البيت العتيق عافيا عن كل من ظلمه.. فكانت أول أفعاله العفو وأوضح سجاياه الرحمة والصفح.. ذلك الشعور الملح أن حبيب الله محمدا كان هنا.. أن المحبوب الأول للرب من بين كل البشر.. المحبوب الأول من بين أولئك الذين كانوا وسيأتون.. كان يمشي هنا.. شعورٌ عظيمٌ لا يساويه شيء..

أما الحج ففيه أسرارٌ وفلسفة لا يستطيع مثلي أن يبينها فلست عالما بدين الله وقد لا تكون أفعالي تلك التي تقربني منه.. لكنني أدري أننا نموتُ كما نحج.. نموت لا تكسونا سوى أكفان ذات قماش رخيص الثمن.. نموت وحدنا.. نموتُ غارقين في الوحدة ولو كانت حولنا ألوف المحبين.. نموتُ كلنا متشابهينٓ كما نحج.. فحين يقف القلب ويصفر الوجه وتبرد الأطرافُ تصبح الوجوه متشابهة.. وحتى إن لم تتشابه يوم موتها فإنها حتما تتشابه جدا في القبور بعد أن يبلى الجسد.. نموت كما نحج.. لكننا من دون زادٍ من أفعالنا في ذلك الموت.. فلندخر حب مُحَمَّدٍ زاداً فلا شك أن شفاعته منجية وأن النار وإن استطاعت حرق أجسادنا فإنها تخشى المساس بالروح التي تحوي بين طياتها حب محمد ومن أحب محمدا.. السلام على محمد رسول الله وعلى أحباب محمد من الأولين والآخرين..

رأي واحد حول “نحن نحجُّ كما نموت..

  1. تشبيه جميل ..لكن بعد الحج نميت نفوسنا الاثمة ونحصل بعدها ع فرصة جديدة نولد بها لنستأنف العمل .. لكن بعد
    الموت نلاقي مصيرنا حيث حساب ولا عمل ..الا توافقوني دكتور؟؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s