العلم الذي في مُتَناوَلِ أيدينا محدودٌ جداًّ ولكن الإعلام يصور لنا وكأن العلم هذا المحدود أساس الحياة فبعد النهضة الأوروبية والنهضة الصناعية التي تزامنت مع الإلتزام بالتجارب لإثبات العلم بدأ الغرب يصور لنا وكأن العلم قد تطور كثيرا وكأن العلم في هذا العصر استبدل الدين فأخذ يصور لنا أن الأولين لجهلهم آمنوا بالمعجزات وبالرسل وبالإله.. لكن الواقع هو أننا جاهلون جدا.. لا نزال جاهلين جدا! فعلى سبيل المثال نجد أن الغالبية العظمى من الحقائق العلمية التي كانت تُدَرَّسُ في منتصف القرن السابق أصبحت وهما واكتشفنا خطأها.. خذ عندك قرحة المعدة التي وجدنا في أواخر الثمانينات من القرن السابق أن سببها غالبا جرثومة وليس زيادة إفراز الأحماض من المعدة وقد نال مكتشف تلك الحقيقة جائزة نوبل على اكتشافه هذا!
وفي أول يوم لي في كلية الطب قال لنا أحد الأساتذة في اسكتلندا حيث كنت أدرس، أن خمسين بالمئة من كل ما نتعلمه الآن في كلية الطب يتغير بعد عشرة سنوات وتحل حقائق أخرى مكان ما تعلمنا! لذلك كان واجباً على الطبيب أن يقرأ ويدرس يوميا حتى لا يفوته تطور الحقائق!
كل ما سبق هو مقدمة للرسالة التي أود إيصالها لك عزيزي القاريء وهي (أنك يجب أن لا تلصق العلم لصقا بالحقائق القرآنية والنبوية)!
لأننا آمنا بالقرآن وبالرسول إيمانا قلبيا لا نحتاج فيه لعلم حتى نؤمن به أكثر! فلو أراد الله جعل القرآن كتابا علميا لكانت هناك ألف طريقة أخرى لذلك.. ولأن العلم يتغير يوميا ولأن القرآن ثابت فمن الخطأ إلصاق الحقائق العلمية لصقاً بالقرآن والسنة ففي ذلك فتح لمجال واسع أمام المشككين ليشككوا أكثر في القرآن والسنة حيث أن العلم الحديث يعتمد على التشكيك دائماً وما هو حقيقة اليوم في العلم قد يصبح غدا أكذوبة!
نحن لا نصوم ونصلي لأن الصلاة تمرين رياضي ولا لأن الصوم له فوائد صحية بل لأننا نؤمن بحكمة الله ونؤمن أن الحياة الحقيقية ليست هذه الحياة بل الحياة التي تتلوها وأن الصحة الحقيقية هي صحة الأرواح!
فكن مؤمناً يا صديقي أن ما لديك هو الحقيقة الثابتة التي لا تحتاج أي حقيقة أخرى لإثباتها ولا تشتر بآيات الله ثمناً قليلا!
أعجبني المقال
وأعجبني ماقيل … وعقلية من قال
قد اتفق معك في اوجه ، وللحوار اضع سؤال
محوره عنوان المقال
“القرآن حقيقة ثابتة والعلم ليس حقيقة بل متغير لا يثبت”
ماهو العلم ؟ ومالذي يقال له علما ؟ وهل حتى يكون العلم علما لابد ان يكون قابل للتجريب ؟ وماذا عن العلم الشرعي ان لم يكن قابلا للتجريب كالموت وحياة البرزخ هل لايكون بذلك علما ؟
اتفق معك بأن مايطلق عليه “بالعلم” هو متغيير وغير ثابت وتغييره وعدم ثباته انما جاء من تغيير العقول والافهام وكذا ادوات القياس وزيادة في بعض الدلالات ادت الى انكشاف بعض الخفايات
ولكن اضيف واقول بأن القرآن وهو الذي قال الله فيه :”وانك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم”
هو “العلم”
بل هو اعلى مراتب العلوم ،علم لايحتاج الى التجريب لاثباته اذ انه مثبت من عند الحكيم ،العليم ، الخبير ، الذي يعلم السر واخفى ويعلم ماكان ومايكون وماسيكون
وا احتواء القرآن الكريم في آياته على علوم من علوم دنيانا جاء من باب الاعجاز العلمي وليرينا قصور ماعندنا من العقول مقابل مابه من علم ومعرفه
فالله يقول : وما اوتيم من العلم الا قليلا
في القرآن هناك نتائج نهائيه للعلم ويحاول الانسان اثباتها ، فان اثبتها زاد هو علما ولم يزد للقرآن شيئا وان لم يثبتها زاد علما بقصوره وقصور عقله
فما ابتدأ الانسان به من علوم من القرآن هو علم سواء أأثبته أو لم يثبته
وما ابتدأ الانسان في دراسته من غير القرآن هو وهم مبني على الشك والظن قد يصيب وقد يخطأ وقد يثبت وقد يتغيير
لذا نجد بعض علماء الغرب يحاولون دراسة خفايا هذا القرآن العظيم لعلمهم انه “علم”
ما تم اثباته من النظريات وجاء موافق لما في القرآن صار “علما” لانه لامس الحقيقه الثابته اما ماكان حاله التغير والتبدل فهو ليس علما انما نظريات معرضه للصواب والخطأ والتبديل والتغيير وتبديلها وتغييرها وقصورها يعود لافهم وعقول اصحابها
لا للقرآن وا للعلم
قال تعالى : سنريهم لآياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد
دمتم بخير
تقبل مني تحياتي