الإنسان ليس حيوانا ناطقا! إنما هو حيوان يقتل بني جنسه ويفرح بقتل بني جنسه! فنادرا ما يقتل الحيوان بني جنسه وحتما لا يفرح بذلك! إن آداب الحيوانات بين بعضها البعض خصوصا حين الموت آداب ينبغي أن يتعلم منها البشر! ألا ترى الله يرسل غرابا يدفن غرابا آخر أمام قابيل حتى يعلمه كيف يحترم جثة أخيه الإنسان!
كان أول درس للإنسان في فنون الموت وآدابه درسا من حيوان! إن في ذلك لعبرة! ان في ذلك رسالة أن القاتل ينحدر تحت درجة الحيوانات!
وها نحن في هذا الربيع العربي رأينا كمية من القتل والدم لم نرها في سنين حياتنا قط بل لو عاش أجدادنا معنا لأقسموا أنهم في أعمارهم كلها لم يروا كمية من القتل مثل هذا!
أو تعتقد أن رسولنا الأكرم أرسله الله لقريش ليعلمهم نطق الشهادتين فقط!
كلا وحاشا ولا!
إنما أرسله ليقتل الوحش فيهم! ليقتل حب الدم والقتل ليقتل الحيوان داخلهم!
إنما بعثهم ليتمم مكارم الأخلاق و سيد الأخلاق أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك ولا شيء أحب للإنسان من روحه التي بين جنبيه!
إنني رأيت حب الإنسان لروحه! رأيت كيف يعشقها! رأيت كيف يتمسك حتى بالفتات منها! حين ينازع على فراش موته عالما علم اليقين بموته لكنه يتمسك بما تبقى عل وعسى معجزة تحدث وعل وعسى حبيبا قد فارق منذ زمن يأتي ليودعه الوداع الأخير ويطبع قبلةً أخيرة على جبينه الدافيء قبل أن يبرد بردا لا يدفؤه شيء!
كانت تنازع لثلاثة أيام وكلما أتى أحد من الأطباء معي كنت أعجب من بقائها على الحياة حتى أتت ابنتها الأثيرة من سفر فما إن جاءت وقبلتها إلا وأسلمت الروح إلى بارئها!
وتلك أم أتت بعد أن أخبرناها بإصابة ابنها العشريني بطعنات خطيرة! فما إن أتت أخبرناها أنه فارق الحياة فشدت على يدي الغليظتين حتى كدت أحسب أن يدي تكسرتا! ولم تتركهما إلا ودمعها بللتاهما فما استطعت التفريق بين ألم يدي وألم قلبي!
إن كنت تفرح بقتل أخيك الإنسان أنت لست إنسانا حتما!
وعلام فرحك؟!
من أجل طغاة تحكموا برقابنا والله لا يهمهم شيء سوى عرش جلسوا عليه لم تقبض منه شيا؟!
لا تفرح فإن للمظلوم خطا مباشرا مع ربه! هذا الرب الذي لا يضيع عنده شيء فما بالك بدم أريق!
كان فرعون يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم ويتهمهم بالعمالة لرب إسرائيل! فأين فرعون الآن؟ هل تحسب أن الله أغرق القرآن بقصص استضعاف بني إسرائيل حتى تتعلم تاريخا تتفنن في قصصه بين أقرانك؟ كلا ولا
بل ذكرهم حتى تعتبر فلا ترتكب الخطيئة ذاتها!
هل تحسب أن الشمس تشرق كل يوم بعد الظلام في موعد لا تخلفه حتى تصحو من نومك فقط؟!
كلا ولا
فالشمس أعظم من أن تكون منبها يوقظك من نومك
هي علامة من الرب أن كل ظلام لا بد أن يزول حتى تشرق الأرض بنور ربها!
هل تحسب أن طعم المرارة بفمك ليس إلا لتتذوق الأطعمة؟! كلا ولا
بل هي علامة أن كل مرارة لا شك زائلة وأن كل ظلم زائل وأن حلاوة العذب الزلال ستأتي في لحظة فتنجلي كل مرارة بعدها!
وتتابع فصول السنة رسالة أن كل شيء إلى زوال وأن دوام الحال لا شك محال!
فأيقظ قلبك من سباته إن قلبك هذا أعظم وأشرف من عروش الطواغيت التي تحاول قتل الإنسان فيك بقتل أخيك!
دكتور ترفع لك القبعة على هذه الكلمات الاكثر من رائعة بوصفها لعل وعسى ان تستطيع تغير فكرته فقد غرروا بعقول البشر فجعلوا تجارتهم بعقول وقلوب الانسانية جمعاء ودعني اقول بمصطلحنا العامي (حيلنا بينا ) فلا علاقة لهم لاحقا فيما يحدث فالحكيم هو الذي يدرك معنى الاخوة فهي ليست فقط بصلة الوالدين بل ربما تكون بصلة الانسانية اشد توطيدا منها بالدماء الوالدين
في سنتي الاولى في كلية الطب ، لا أدري كيف وصلت الى هنا !
اجازاتي لعيد الاضحى قد ابتدأت وملأني اليأس لكثرة البحوث والاستعداد للأسابيع القادمة
ولكن هل تعلم أن كتاباتك ارجعت الي الأمل والحماسة !
نابغ ، متمكن وفوق هذا كاتب مجيد للعربية
ماشاء الله تبارك الرحمن
اللهم اجعله شاهدا لك لا عليك وحرم يديك التي تداوي كل مريض عن النار يارب
ياه كم هو شعور جميل ان تقرأ كتابات عبقرية ناتجة من رحم التجارب !
حفظك المولى ورعاك
سأبقى بالجوار !