في مقال لريشارد هوكينز ينتقد فيه جهل المسلمين يقول فيه إن هؤلاء المليار والنصف لم يفز منهم بجائزة نوبل سوى ١٠ وإن استثنيت جوائز نوبل للسلام يبقى منهم خمسة فقط ربما! بينما فاز بها ١٢٠ يهوديا واليهود اقل بكثير من المسلمين! ثم يقول ان كلية واحدة من كليات جامعة كيمبرج وهي كلية ترينيتي فاز منها ٣٢ عالما بجائزة نوبل!
بداية أتعجب من شخص ملحد يصنف العلم والعلماء على دينهم! فالعلم لا دين له!
يا بروفيسور دوكنز لم تجد سوى جائزة تبرع بها مخترع الديناميت الذي قتل مئات الآلاف من البشر هذه الجائزة التي تعبر بأبهى تعبير عن مزاوجة الحضارة الغربية بين العلم والمال والسلاح والقتل عن استخدام العلم للقتل! لم تجد سوى هذه الجائزة لتبرهن على جهلنا؟!
ثم إن ما يحصل بالمسلمين من جهل الآن لا علاقة له بدينهم بل باحتكار وسائل العلم وثقافة العلم ومنهج العلم لدى الغرب! فها هي الصين ذات المليار ونصف تعجز عن تحقيق جوائز نوبل رغم نهضتها العلمية والإقتصادية الهائلة! كم مسلما استطاع التقديم لجامعة كيمبرج فذلك يحتاج الى القبول في ثانويات عريقة معينة وقبول تلك الثانويات للمسلم المتمسك بثقافته الشرقية شبه استحالة! وان قدم أوراقه الى تلك الجامعة فمن شبه المستحيل قبوله حتى ان حقق المعدلات المطلوبة! فالدراسات في شأن ذلك واسعة تبين التمييز الغير مكتوب ضد الأقليات بشكل عام! وان دخل مسلم هذه الجامعات وحقق الدكتوراة في مجاله فقبوله كأستاذ من سابع المستحيلات!
كيف يمكن ان تنشر بحوثا لها قابلية الحصول على جائزة نوبل من دون الدخول في هيئة بحثية متكاملة كتلك التي توجد بكيمبرج وغيرها من الجامعات العريقة!
إذاً العلم محتكر والحصول على نوبل مقتصر على طبقة معينة! على ناد معين لا يمكنك الدخول اليه الا ان كنت من ثقافة وباكغراوند معين!
نحن لا يمكننا كمسلمين فعل ذلك في أرضنا فمؤسساتنا البحثية لا زالت غضة طرية والوصول لثقافة جائزة نوبل يحتاج لمؤسسات ذات تاريخ بحثي يتجاوز مئات السنين! فالإرث الذي نحمله من الاستعمار والإمبريالية ثقيل جدا، أنتم أيها البريطانيون استعمرتمونا لقرون واستعمرتم الهند والصين لمئات السنين كذلك! فامتصصتم مواردنا دون المشاركة في مواردكم العلمية!
جائزة نوبل لو كانت موجودة أثناء عصورنا الذهبية لكنا فزنا بها مئات المرات بالفلسفة والطب والإقتصاد والرياضيات والفيزياء والكيمياء والسلام كذلك! دار الحكمة في بغداد بالقرن العاشر الميلادي قبل ان يكون لبريطانيا أي كيان! كانت اول مركز بحثي في العالم وشاركنا فيها كل الأديان فهذا حنين بن إسحاق المسيحي خرج من مؤسساتنا التعليمية وفي قرطبة خرج موسى بن ميمون الفيلسوف اليهودي!
نحن حين ملكنا الأرض شاركنا فيها كل شعوب الأرض وأديانه دون احتكار!
ختاما اتهامك للطلبة المسلمين بمقاطعة محاضرات التطور في كليات الطب البريطانية مردود عليه! فالمسعودي وفلاسفة إخوان الصفا ذكروا هذه النظرية ألف عام قبل دارون نفسه! وحين كنت طالبا بالطب في بريطانيا حضرت والمسلمين كل تلك المحاضرات!
باختصار مقارنتك هذه بيننا وبين غيرنا ما هي الا مقارنة عنصرية جاهلة! حددوا مقاعد لنا في جامعاتكم العريقة كطلبة وأساتذة وسترون ما سنفعل!
السلام
كنت في حديث مع مع بروفيسور الكيمياء في الكلية الملكية للجراحين في ايرلندا عن عدم حصول احد الأيرلنديين لجائزة نوبل في العلوم الغير أدبية كالطب و جاوبني بان اليهود هم من يقرر من يفوز بها !
كلامك جميل جداً و صحيح لكن لا تنس ان المسلمين لو يستقرون في اماكن اي دول البحث العلمي سيتوغلون مع الأيام في تلك المراكز فمثلا اعطيك مثال للتقريب فقط هناك ٤ مراجع كبار في النجف أحدهم إيراني و آخر أفغاني و آخر باكستاني و آخر عراقي كلهم استقروا في النجف و سيموتون في النجف لان النجف هي احد اكبر مراكز العلوم الدينية !
ايضا لا تنس ان العقلية المسلمة و أخص العربية الى الان لا تستوعب ان الحصول على الدكتوراه ليس نهاية المطاف و الحصول على شهادة التخصص ليس نهاية المطاف و ان التفرغ للبحث العلمي و لو على حد استطاعتهم هو الخطوة الثانية و ليس السياحة و الدواوين و فتح محل للترزق هو الخطوة الأخرى !
كلامك جميل جداً و تشكر عليه و تعليقي للإضافة لا ردا عليك !
وفقتم و بوركتم !