محمد رسول العشق: تعليقا على ماراثون بوسطن

ليت شعري هل ارتقى ذروة الافلاك أم طأطأت له فرقاها

يتساءل الشاعر هنا هل عرج النبي محمد الأكرم إلى السماوات أم أنها هي التي انخفضت له فداس عليها؟
ومن حق الشاعر أن يتساءل ذلك حين يكون العظيم بل أعظم ما خلق في الوجود كله هو المعني! هل تعلم ماذا يعني أن محمدا أعظم ما في الوجود؟ أي أنه يمثل الخير بدرجته العليا في كل جوانب الخير! وما هو الخير سوى الحب والرحمة والجمال؟ أليس ذلك ما يتبادر بذهنك أنت حين تسمع هذه الأحرف الثلاث…خير؟
فمحمد ملؤه الحب والرحمة بل لا يفوقه مخلوق حبا ورحمة وجمالا فهو الإنسان الكامل الذي لا يماثله إنسي!
وعشق محمد هو العشق الحقيقي الذي لا حلم ولا وهم فيه لأنه عشق الكمال المطلق الذي ما خلق الإنسان إلا ساعيا إليه بالفطرة! لقد جعله الله لنا حتى نتيقن أن الحب حق وواقع لا حلم ووهم!

ولو خيرت بين كل ما ملكته بهذه الدنيا وكل الشهادات الورقية التي أفنيت شبابي في طلبها وبين أن أكون مؤلفا لبردة البوصيري أو أشعار حسان بن ثابت بمدح النبي لاخترت الأشعار في مدح النبي بل وزدت في طلبها حياتي ثمنا وما أنا بمدع اتباعي له حقاً وفعلا لكنني أحد أولئك العاشقين الذين لا شيء لديهم… الذين خلت أيديهم من كل شيء سوى من حب محمد ومن أحب! وحسبي أن حبه شافع مشفع!

لا تخف من أسى القيامة هولا * كشف الله بالنبي أساها

وما هاج قلمي شيء سوى ما أرى وأسمع حولي من جهل مسبق ومتعمد وغير مسبق ومتعمد بوصم كل ما هو قبيح ووحشي بالإسلام وبنبيه نبي الرحمة والحب!

هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبلٍ غير منفصم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهوالذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم

في عام ٢٠٠٤ بشهر مارس حين حدثت تفجيرات قطارات إسبانيا كنت طالبا زائرا لجامعة بريتيش كولومبيا بڤانكوڤر بكندا وقمت بالعمل لأربعة أشهر بجراحة الأطفال بمستشفاها حيث كانت جراحة الأطفال هي ما شدتني للدخول بتخصص الجراحة العامة بالبداية! كان معي بالفريق طالب كندي من أصل صربي بوسني قُتل أبوه بالحرب الأهلية بالبوسنة وكان معنا أيضاً طبيب من أصل يوناني قبرصي هاجرت عائلته بعد تهجير الأتراك لهم بقبرص! ولأنهم اعتقدوا أنني واسع الصدر بدأوا بالهجوم علي من كل حدب وصوب!
أنظر إلى دماء الأبرياء بالعالم كله ولن ترى سوى المسلمين يسفكونها!

وفي عام ٢٠١٢ بكليڤلاند عملت مع جراح بالجيش الأمريكي خدم لسنتين بالعراق وأفغانستان وهو مسيحي
متدين يقرأ كتاب مزامير داود من العهد القديم كل صباح! وكلما سنحت الفرصة أخذ يحدثني عن الفظائع التي رآها وتساءل لماذا هو الإسلام وحده من ينتج هؤلاء الوحوش؟!

تعالوا يا زملائي لأحدثكم حديثاً لا تنسوه أبدا

لن أحدثكم عن فظاعات جيوشكم فبنظركم إرهاب الدولة حلال زلال وإرهاب الضعاف مر

ولن أحدثكم عن ملايين المسلمين المضطهدين الذين لا يستطيعون رفع رؤوسهم والتحديق عاليا بالسماء فقد داستها أقدام حكامهم الذين لا سند لهم ولا عز إلا بدولكم يا أدعياء الحرية

إن الجهل والذل هما أعداء الإنسان حقاً وأكثر ما يبعث فيه مشاعر العدوان الكريهة والمنكرة ولا سبب لجهلنا وذلنا سوى أنفسنا وقرون من الإضطهاد على يد حكام ادعو الحكم باسم الإسلام ومحمد وهم منه براء! فاستخدموا اسمه زيفا وادعاء! ومن يذلنا اليوم هم حتما من تسنده جيوشكم وأموال الضرائب التي تدفعونها! عندما كان شاه إيران يقتل الآلاف المؤلفة بالشوارع كان جيمي كارتر يصفق كأس الشامپانيا معه بطهران ويعلن أن الشاه حقق التطور والتقدم لبلده وجعلها واحة أمان بين سباع ضارية!

لن أحدثكم بكل ذلك

لكنني سأحدثكم حديث عشق فاسمعوا

محمد الذي خرج داعيا قومه لم يكن نبي حرب بل نبي عشق وجمال! جوعه قومه وحاصروه هو وأهله حتى أولئك الذين لم يسلموا بشعب صغير بصحراء قاحلة! ثم قتلوا أصحابه تعذيبا فلما حاولوا اغتياله هاجر ولم يتركوه وشأنه بل شنوا عليه الحرب تلو الحرب وهو بمدينته فلما فتح مكة لم يسفك قطرة دم بل صاح بهم اذهبوا فأنتم الطلقاء!
عشرين سنة يعذب ويحارب ويضطهد هو ومن معه فلما ظفر بهم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء! لم يفعل نبي ذلك أبدا! وهذه توراتكم وانجيلكم أمامكم فأخبروني؟ هم قتلوا عمه حمزة وأبناء عمه وحاولوا اغتياله بأربعين فارسا فلما ظفر بهم لم يقل كلمة غير اذهبوا! أي رحمة وأي حب أعظم من ذلك؟

أو تعلمون ما يقوله علي الذي رباه النبي في كنفه:
والله لو أعطيت الأقاليم السبعة على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعير ما فعلت

حتى النملة يستحون من سلبها حقها!

فما بالك بقتل الأبرياء من الناس

-عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمارة قال: أظنه – عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبدالله الصادق قال: كان رسول الله ص: إذا أراد أن يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله، لا تغلواو لا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخا فانيا) ولا صبيا ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرا

هذا هو محمد هو رمز الحب والخير والجمال فهؤلاء الذين يدعون اتباعه ثم يقتلون الأبرياء ما هم منه في شيء بل هم أكثر من يسيؤون إليه!
أما أنتم فلا رجوى منكم لأن إعلامكم آمن بصراع الحضارات وزرع في أنفسكم أنكم جنود الحرية والعلم وأننا جنود الجهل والظلام!

سيأتي يوم تعم الحرية بيننا وترجع إدارة شؤوننا لأنفسنا وحينها سترون مدى الحب الذي تمتلؤ به صدورنا فنحن الآن بأوطان ما هي إلا سجن كبير! كيف تطلب من سجين مشاعر حب وجمال؟

20130426-002735.jpg

6 آراء حول “محمد رسول العشق: تعليقا على ماراثون بوسطن

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s