يا أيها العزيز

فكيف يصبح الإنسان حين يفقد جزءا من قلبه؟! البعض قد يصبح ميتا والبعض الآخر يعيش طبيعيا ما كأن شيئا أصابه والبعض يحس بألم حينها ثم يغيب الألم لتبقى ندبة بالقلب وتضخم كالذي يحدث حين التئام الجروح والبعض لا يحس بشيء حينها لكنه قد يحس بالتعب عندما يجهد نفسه!
وفقد الأحباب ما هو إلا فقد بعض القلب!
فقلوبنا موزعة مساحاتها على من نحب فإن رحلوا أصبحت مساحتهم مهجورة وأقسى رحيل هو ذلك الذي لا تستطيع ملأه فحينها يموت جزء القلب المهجور! ومما يجعل الرحيل مؤلما كذلك هو إدراكك متأخرا مكانة من رحل فتجلس حينها متحسرا على كل فرصة كانت سانحة لك لتبين مكانتهم! كزيارتهم على سرير مرض أو مشاركتهم مائدة على عافية أو حتى اتصالا قطعته معهم على عجالة لإنشغالك بما هو أهم!
أنت لست وحدك من هؤلاء المتحسرين؟ فالسما تحن لبعض من في الأرض فتبكي شهبا والأشجار تحن إلى ماء الربيع فتسقط أوراقها و الطيور المهاجرة تتوق إلى أعشاشها فتعود بعد خرابها!
أنت لست وحدك!
كل ما فيك شاركك فيه كل الأرض من ناسها وجمادها! فلا تحزن إن كنت ممن فاته قطار الوداع أو ضلت عنه شهب السما! فالأموات على مقعد عند مليك مقتدر يرون ما لا ترى ويسمعون ما لا تسمع ويهمسون همسا عجيبا أوله أن يا أيها العزيز غفرنا لك فلا تجزع!
فلعلك كنت من أولئك الذين لا يشعرون فورا بموت جزء القلب هذا فتجلس مشدوها متحيرا! كم قسى هذا القلب حتى أصبح المجيء والرواح لديه سيان! حتى يجن عليك ليلك يوما ما قد يكون بعيدا فيجن قلبك! فتهيج روحك لكل شيء يذكرك بمن رحل حتى لو كان اسمه الأول خاليا أو طعاما كان يحبه أو رسما كان يلبسه أو مسكا تَضَّوَّعَ في الأرجاء فحينها تصبح كالنحل يلتمس رحيق الأزهار من على مسافة ألف ميل!
فلا تبتأس! الحزن ليس بكاء فقط!

ليس كل حزين يبكي وليس كل باكٍ حزين وإلا كانت الأمطارُ حزنا وكانت الغيوم سيدة الحزن!

20130426-002945.jpg

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s